تواجه صناعة التكنولوجيا موجة أخرى من تخفيض القوى العاملة، مما يزيد من تفاقم تداعيات تسريح العمال على نطاق واسع التي بدأت العام السابق، ووفقاً للتقارير يشهد عام 2024 بالفعل تسريح أكثر من 32,000 موظف متخصص في مجال التكنولوجيا، وفقًا لما أوردته شركة Layoffs، وهي شركة ناشئة مخصصة لمراقبة تخفيض الوظائف في قطاع التكنولوجيا منذ بداية جائحة كورونا.
انضمت شركة سناب انك Snap Inc، مؤخراً إلى قائمة عمالقة التكنولوجيا الذين قاموا بتقليص حجم قوتهم العاملة، حيث أعلنت الشركة يوم الاثنين تسريح 10% تقريباً من موظفيها، أي ما يعادل حوالي 540 موظفًا، ويأتي ذلك بعد إعلان شركة البرمجيات Okta Inc في وقت سابق من هذا الشهر أنها ستستغني عن 7% من موظفيها، أي ما يعادل 400 موظف، ومن أبرز الشركات المتضررة التي تعتزم تسريح موظفيها عالمية صناعة التكنولوجيا مثل Amazon.com Inc و Salesforce Inc و Meta Platforms Inc.
وعلق روجر لي، مؤسس شركة Layoffs، على السيناريو الحالي قائلاً: “لا تزال شركات التكنولوجيا تحاول تصحيح الإفراط في التوظيف أثناء تفشي الوباء، وسط ارتفاع أسعار الفائدة واستمرار الانكماش التكنولوجي لفترة أطول مما كان متوقعاً في البداية، وأشار لي إلى موجتين رئيسيتين من تسريح الموظفين في السنوات الأخيرة، الأولى هي الموجة المرتفعة في فترة كوفيد المبكر، والذي حدث خلال الفترة من الربع الأول إلى الربع الثاني من عام 2020، والثانية هي تأثير ارتفاع أسعار الفائدة المستمر، والذي بدأ في الربع الثاني من عام 2022.
وأشار إلى أن عمليات تسريح الموظفين في عام 2024 ستكون أصغر وأكثر استهدافًا مقارنة بتلك التي حدثت في العام السابق، وبينما تعد العوامل الاقتصادية هي الدافع الأول لعمليات تسريح العمال هذه، فقد أشار لي أيضًا إلى أن العديد من الشركات تشير إلى التسابق على مواهب الذكاء الاصطناعي كعامل مساهم، ومع تحويل الشركات تركيزها نحو قدرات الذكاء الاصطناعي، فإنها تعمل على إعادة تخصيص الموارد وفقاً لذلك.
وأعلنت شركة CompTIA، وهي منظمة تقوم برصد اتجاهات التوظيف في صناعة التكنولوجيا، عن زيادة في إعلانات الوظائف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي أو تلك التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناهي بواقع حوالي 2,000 وظيفة وذلك في الفترة من ديسمبر إلى يناير، بإجمالي 17479، على الرغم من عمليات التسريح هذه، تستمر صناعة التكنولوجيا في التوظيف بقوة في مجالات أخرى، حيث أعلنت شركة CompTIA إجمالي 33,727 وظيفة شاغرة نشطة في يناير. ويمثل هذا أكبر زيادة شهرية خلال الأشهر الـ 12 الماضية.
من جانبه، أعرب بيرت بين، الرئيس التنفيذي لشركة التوظيف “إنسايت غلوبال“، عن رأيه في الوضع الراهن قائلاً: “في تصوري، معظم عمليات تسريح العمال قد تمت بالفعل، وستبدأ الشركات في التعافي، ومع ذلك، أكد “بين” على استمرار حالة عدم اليقين، وتوقع عدم استقرار حالة السوق خلال الربعين المقبلين، في انتظار اتخاذ إجراء حاسم من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة.